Ibn Sina Training Academy

كلام في الفريلانس

كيفية العثور على الشغف

لو جينا بصينا للناس الناجحين في حياتهم وسألناهم عن أهم سبب ساعدهم إنهم يوصلوا للنجاح دا هنلاقي أغلبهم بيرد ويقول: “العثور على الشغف”.

دايما بنسمع كلمة “الشغف” من الأشخاص المؤثرين والناجحين في حياتنا، حتى كمان أحيانا بنسمعها من أهالينا وأحب الناس لينا.

طيب بما إن الشغف دا مهم قوي كدا… هل ضروري أدور عليه وأسعى ليه ولا ممكن أصنعه بنفسي؟ 

قبل ما نجاوب على السؤال لازم نفهم الأول ما هو الشغف…

معنى الشغف في علم النفس

كلنا عارفين إن ربنا خلق لكل واحد فينا ميزة، وميزتك بتظهر لما بتعمل الحاجة اللى بتحبها، الحاجه اللي بتلاقي نفسك وبتبدع فيها، الحاجة اللى بتصحيك من النوم ومش بتحس بالوقت وأنت بتعملها، ده باختصار تعريف من تعريفات “الشغف”.

يعني باختصار الشغف هو عبارة عن شعور تحفيزي قوي بنحس بيه لما نعمل حاجة بنحبها، وبالتالي تساعدنا نبدع فيها وننجزها بنجاح.

الشغف له أنواع كتير جدا زي الشغف في العلاقة بين الزوجين، الشغف بالهوايات، الشغف بالرياضة، وغيرها كتير… ولكن خلينا نركز نوع مهم من أنواع الشغف وهو الشغف في الحياة العملية أو المهنية.

أسباب فقدان الشغف

كتير مننا بمجرد ما بيتخرج من الجامعة ويبدأ يشتغل ويصطدم بالحياة العملية بيحس إن دا مش مكانه، مش طايق يروح الشغل ولا يعمل الحاجة المفروضة عليه علشان حاسس إن دا مش بتاعه أو معندوش شغف في المكان دا.

ودا طبيعي لأن سقف توقعاتنا عن الحياة العملية قبل التخرج بيكون عالي جداً، وبتكون عندنا طموحات زي: “أنا مش هبقى زي اللي قبلي أنا اللي هعمل طفرة في مجالي وأنا اللي هغير الكون!!”.

وأول ما بيخبط في الواقع العملي بيلاقي إنه دا شبه مستحيل، وإنه مضطر يتأقلم على وضع هو مش بيحبه؛ وبالتالي يدخل في دايرة من الإحباط وإحساس باليأس من الواقع وفقدان الشغف.  

هنا بيكون قدامه طريقين…

إما يستسلم للواقع ويتحول لنسخة جديدة من كل الناس!!! مش قادر على تغيير الوضع فأجبر نفسه على تحمله، بل والاقتناع بيه!! 

يا إما الطريق التاني إنه يبدأ يدور جوا نفسه على تغيير… بيسمع نصايح من الناجحين والمشاهير بيقولو “دور على شغفك واشتغل فيه”.

وتتكون عنده قناعة إنه طول ما هو مش لاقي شغفه فهو لسة لازم يدور ويبحث ويجري ورا شغفه 

يبدأ الإنسان يسأل نفسه أنا شغفي أشتغل في ايه؟! أنا بحب إيه؟

فيظهر جواه مشاعر مختلفة مبهجة جداً زي طفل صغير بيزقطط و فرحان بلعبة معينة ويجري وراها ويسعى للحصول عليها وبمجرد ما وصل لها بيفقد اهتمامه بيها تماماً ويزهد فيها.

بيدخل الإنسان جوا دايرة جديدة من الإحباط ويسأل نفسه: “أنا دورت على شغفي… سعيت وراه، ولما وصلت له ما بقتش عايزه”… فيسيب كل اللي عمله ويبدأ يدور على حاجة جديدة!! 

ويدخل الإنسان في سلسلة متتالية من الاحباطات والإحساس بالفشل لأنه غالباً بيكون مشي في السكة دي كذا مرة…

السؤال هنا هل فعلاً البحث عن الشغف دا شيء صحي وضروري؟! 

هل البحث عن الشغف ضروري؟

اتباع الشغف عامل زي ال sweet candies  اللي بيبهر العيون بالألوان المبهجة وبمجرد الحصول عليه بنزهد فيه جداً.

رحلة البحث عن الشغف زي كأنك بتبحث عن سراب أول ما توصله بتلاقيه ولا حاجة وبتحس إنك ضيعت عمرك في البحث والجري على اللاشيء ودا السبب الرئيسي في الإحباط والإحساس بالفشل.

الأستاذ الجامعي كال نيوبورت له مقولة جميلة جداً بيقول فيها: 

“لا تتبع شغفك… بدلاً من ذلك اجعل شغفك يتبعك أثناء سعيك بأن تصبح جيداً جداً حتى لا يتجاهلوك”.

“أن تصبح شغوفًا بما تعمل هدف عظيم، لكن أن تبدأ بالشغف أولاً هو ما يجب ألا تفعله”.

ودا لأن مبدأ اتباع الشغف هيدخلنا في مشكلتين…

الأولى: هي إن عشان يتولد عندك إحساس بالشغف الحقيقي مش المزيف لازم يكون عندك سابق معرفة بالشيء دا فيستحيل إنك تسعى ورا شغف أنت مش عارف عنه حاجة ومجربتهوش!! 

التانية: فكرة إنك تبحث عن أي عمل عشان يكون ملائم مع شغفك دي فكرة غير واقعية

لأنك ممكن تشوف شخص بيشتغل بجهد وبكل سرور في مسح الزجاج، هل تتوقع أن شغفه هو أنه يشوف كل الزجاج في العالم نضيف؟! 

ما تقلقش لو في بداية الأمر مشاعرك وشغفك تجاه العمل اللي بتقوم بيه لسة ما اتولدش ودا لأن النجاح هو وقود الشغف وليس الشغف وقود للنجاح زي ما بيقول سكوت آدمز Scott Adams 

يقول أحد الناصحين:

“لا تضيع وقتك باحثاً عن شغفك بل كن متميزاً في مجال وسيجد الشغف طريقه إليك… لن تكون متميزًا في مجال حتى تبذل جهدك فيه لذا فإن شغفك يكمن هناك في المجال الذي تختاره ثم تجتهد على نفسك فيه حتى تتميز… فيسأتيك حينها الشغف تلقائياً”

“لا تنتظر حتى تجد شغفك يأتي إليك فإنك ستنتظر وقتاً طويلاً جداً! بل اقض وقتك في حل مشاكلك… ابحث عن النواقص التي بك وحاول أن تتخلص منها”

طيب امتى أقول إني خلاص قدرت أحدد شغفي هو إيه…

كيف أحدد شغفي | حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب

يبقى خلاصة كل الكلام اللي فات عشان تقدر تحدد شغفك بالظبط لازم تعمل كل ما يتطلبه الأمر وتعمل كل اللي عليك عشان تنجح في المجال اللي اخترت تمشي فيه فعلا أيا كان.

ساعتها بس هتقدر تحدد أصلا إذا كان ده شغف ولا لا؛ لأن من السهل جدا إنك تكون حابب الحاجة من برة لكن لما تدخل المجال وتبتدي تشتغل تلاقي إن الموضوع مش بالسهولة اللي أنت كنت متخيلها خالص وبدل ما كان شغف يبقى كابوس…

والعكس ممكن تكون مش حابب مجال معين بس بعد ما تدخله وتعمل كل اللي عليك فيه، تحبه جدا وتلاقي نفسك متمكن فيه وفي قمة السعادة كمان.

واحد مثلا شغفه إنه يبقى Youtuber، بس لما اشتغل لقى إن الموضوع محتاج جرافيكس ومونتاج و و و ، وحاول يتعلم بس مقدرش، دا نقول له برافو عليك أنت حاولت، لكن دا كان شغف وهمي وأديك عرفت، فيبدأ من بدري يدور على حاجة تانية…

في المقابل واحد مش بيحب الكتابة، لكن بعد ما عرف طرق البحث وظبط شوية من الصياغة واكتسب أسلوب فريد وقدر فعلا يحول دا لفلوس… هنا هتلاقي احتمالية كبيرة جدا إن الكتابة تبقى شغفه ويبقى بيتفنن وهو بيكتب ومستمتع بشغله.

اعرف أكت عن مجالات العمل الحر من المقال دا: دليلك الشامل لدخول مجال العمل الحر

يعني من الآخر عشان تكتشف الشغف الحقيقي من المزيف لازم تجرب حجات كتير، وكل ما تجرب حاجة، لازم تعملها بقلب، ت do all what it takes to be successful، لغاية ما إن شاء الله هتظبط معاك في حاجة…

مش كل ما تجرب حاجة والدنيا تعصلج معاك شوية يبقى تفقد الأمل وتسيب الجمل بما حمل، لازم تحب ما تعمل عشان تعمل ما تحب…

أخيرا لازم نفتكر: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، وبالتالي كلمة السر في العثور على الشغف هو إتقان العمل وإنجازه كما يجب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات تهمك

preloader