نظرية مثلث الثراء | الضلع الثاني والثالث، ونماذج حية للنجاح
اتكلمنا في مقال سابق عن نظرية مثلث الثراء اللي باتباعها إن شاء الله تقدر توصل لدخل يكفيك تعيش حياة طيبة وسعيدة.
خلصنا كلام عن الضلع الأول في المثلث والخاص بـ developing الـ set of skills بتاعتك، وازاي تقدر تكتسبها، وأهمية الـ mentor…
تقدر تشوف المقال من اللينك دا: نظرية مثلث الثراء | الضلع الأول
في المقال دا هنكلمك عن الضلعين التانيين، وكمان هنحكيلك عن قصص نجاح أشخاص اتبعوا نظرية مثلث الثراء، وقدروا يوصلوا لهدفهم في الوضع المادي أو الاجتماعي.
الضلع الثاني | افتتاح مشروع (البيزنس)
ليه مكتفيش بالمهارة أو الوظيفة لو بيدخلولي دخل كويس؟؟
الفرق الأساسي بين البيزنس وشغلك سواء موظف أو فريلانسر هو إنك دلوقتي انتقلت من مرحلة إنك أنت اللي لازم تبذل “وقت” ولازم تكون أنت “حاضر” وموجود بنفسك عشان تجيب فلوس، إلى مرحلة أكبر وأرقى وهي إن السيستم، أو المنظومة، أو التيم اللي شغال معاك هو اللي بيجيب لك الفلوس…
أكيد مش معنى كلامي إن الحياة هتبقى بمبي من أول لحظة وإنك خلاص كدة تقعد رجل على رجل والفلوس تيجي لحد عندك، إنما لو قدرت تدير البيزنس صح وقدرت تثبته في السوق، فأنت كدة وصلت level تاني خالص من الثراء…
منين أجيب فلوس عشان أبدأ المشروع؟؟
- أحوش من مرتبي؟
إجابة بشعة… ليه؟ لأن بالنظر للظروف الاقتصادية الحالية للبلاد، وبمقارنة النفقات الواجبة عليك بمتوسط المرتبات، يؤسفني أقولك إنك محتاج من 10 إلى 20 سنة من “التحويش” عشان بعد كدة تغامر بكل ده في إنك تفتح المشروع…
- أقترض؟
طيب خلينا نفترض إنك بالفعل أخدت قرض وفتحت المشروع بالمبلغ ده، طيب منين هتموله لحد ما فعلا يكبر، وفعلا يبتدي يدخل أرباح؟
أي business هيكون في ups and downs كتير، هتعمل إيه في الـ downs؟ هتصرف منين على الماركتينج؟
طيب إيه الحل يا ترى؟؟
الحل إنك تبدأ بالضلع الأول في المثلث (اكتساب المهارات)؛ ودا لأنك مش قادر تبدأ البيزنس الخاص بيك وأنت معندكش فلوس.
والسبب إنك معندكش فلوس هو افتقارك للمهارات… المهارات اللي هتخليك تقدم قيمة حقيقية الناس تدفعلك فلوس عشانها.
المهارات هي اللي هتوفر لك income stream ثابت وعالي تقدر تلحق البيزنس بتاعك وتطوره وتدعمه خلال كل مراحله، بمعنى إنك مش هتسيب المهارة أصلا، على الأقل خلال المراحل الأولى من عمر البيزنس بتاعك…
طيب أنا معنديش مهارات أعمل إيه؟؟ >>> إتعلم
مش معايا فلوس أتعلم، أعمل ايه؟؟>>> كمل في وظيفتك وحوّش عشان تعرف تتعلم صح، ده الحاجة الوحيدة الصح اللي ممكن تعملها من خلال إنك تحوش…
الضلع الثالث | الاستثمار
ناس كتير ممكن تقول يا عم استثمار إيه بس؛ أنا بالعافية عايش أصلا… الحقيقة إن السبب إنه مش معاك فلوس هو إنك مش عارف تستثمر وتدير فلوسك صح من الأساس، وأيا كان المبلغ اللي هتستثمر بيه مش هيبقى كفاية لو أنت فضلت بنفس العقلية دي؛ لأن كل ما الدخل بتاعك يزيد أنت هتزود الإنفاق، وبالتالي مفيش أي تقدم على الصعيد المادي.
ما الاستثمار الأنسب بالنسبة لي؟
الإجابة عن السؤال دا بتعتمد على وضعك الحالي وتصنيفك على مثلث الثراء…
بمعنى إنك لو كنت في الضلع الأول ولسة بتحاول تكتسب المهارة أو اكتسبتها بالفعل بس لسة ما طورتش set of skills كافية تكون base قوي تبني عليه البيزنس بتاعك؛ فساعتها الاستثمار الأنسب ليك هو الاستثمار في نفسك… أيوة زي ما قرأت في نفسك.
مهم جدا إن نسبة كبيرة من دخلك (ممكن تصل إلى ٣٠%) توجهها لصقل مهاراتك وتطويرها واكتساب مهارات أخرى تكمل مجموعة مهاراتك؛ بمعنى إنك ما تستخسرش أبداً إنك تاخد كورس أو تحضر ندوة أو تشتري كتاب يساعدك على زيادة قيمتك في السوق…
مش بس كدا، أنت كمان هتطور الـ soft skills بتاعتك زي مهارات التواصل وإدارة الوقت وتنظيمه ومهارات القيادة، وغيرها من المهارات المهمة عموما سواء لزيادة قدرتك على الكسب المادي، أو تحضيرك عشان تكون entrepreneur وصاحب بيزنس..
الاستثمار في نفسك هو الاستثمار اللي هيوفرلك أعلى عائد (ROI) ممكن تحصل عليه مقارنة بأي استثمار تاني..
طيب لو أنت دخلت على الضلع التاني ودلوقتي أنت صاحب بيزنس، وعندك تيم شغال ومنظومة متكاملة بتجيب لك فلوس، إيه هو أفضل استثمار؟؟
الماركتينج… الاستثمار في الماركتينج هو أفضل حاجة ممكن تعملها في المرحلة دي، وأظن مش محتاجين نقول إن شركات الاتصالات أو شركات المشروبات الغازية مثلا بتصرف أد إيه على الماركتينج.
ثم بعد الماركتينج، يجي دور الاستثمار في التيم بتاعك، بمعنى إنك توفر برامج تدريبية ليهم عشان ترفع كفاءتهم، وتبدأ كمان تستثمر في إنك تعين ناس محترفين أكتر ومهارتهم أعلى يزودوا من نجاح البيزنس وانتشاره…
الخطوة الأخيرة… نفترض إن كله تمام التمام والبيزنس ماشي زي الفل، هنا بقى تبتدي تفكر إنك تتجه لأنك تحط فلوسك في حاجة زي العقارات مثلا أو الذهب أو الأسهم أو غيره…
القاعدة المهمة هي إنك قبل ما تختار المجال اللي هتستثمر فيه تأكد من حاجة واحدة؛ اتعلم اتعلم اتعلم كل حاجة عن المجال ده قبل ما تبتدي تحط فلوسك فيه…
اعرف أكتر عن الإدارة المالية من المقال دا: التوعية المالية | طريقك لحياة أفضل!
نماذج حية نجحت في تطبيق نظرية مثلث الثراء
قبل كدة قلنا إن خطوات المثلث مش مجرد كلام نظري غير صالح للتطبيق، وإن في ناس مننا مشيت على الخطوات دي وحققوا نجاح باهر، وقدروا يوصلوا لأهدافهم.
خلينا نضرب أمثلة لبعض الناس دي، ونذكر منهم قصة نجاح دان لوك اللي أسس النظرية، وقصة د. ميسم مجدي اللي أسست أكادمية ابن سينا للتدريب، واللي بتديرها حاليا…
دان لوك | صاحب نظرية مثلث الثراء
دان لوك هو رائد أعمال ومالتي مليونير ومستشار لسلاسل شركات ومؤلف كتب وحجات تانية كتير…
المهم إن نجاحه البارز كان في خلاصة رحلته المالية من أول ما كان مش لاقي ياكل لحد ما بقى بالوضع دا من خلال تطبيق مجموعة من القواعد والأفكار سماها قاعدة مثلث الثراء.
دان لوك بيقول إن أهم خطوة هي اكتساب المهارت، وأنه مش بيوقف شغل بمهاراته ولا بيبطل يطورها أبدا مهما وصل من نجاحات…
بدأ دان لوك رحلته من مهارة الـ Copywriting، ومعناها باختصار هو البيع عن طريق الكتابة، وبدأ يعمل الشغل ده في ال yellow pages واترفض كتير بس أصر وفضل يحاول لحد ما لقى Mentor اسمه Allen.
كان بيجمع كل الشغل بتاع ألين ويدرسه ويحاول يعمل زيه بالضبط، وفي يوم لما كان بيحضر seminar عن الكوبي رايتينج… اتفاجئ إن المعلِّم بتاعه كان بيحضر معاه نفس الوورك شوب دي، وانتهز الفرصة إنه يقعد معاه ويكلمه، وعشان كدا عزمه على الغدا…
أصر إنه يشتغل معاه حتى لو ببلاش زي إنه يساعده في كل شغله ويعمله كل الأعمال الروتينية الرخمة اللي الناس الأغنياء أو الناجحين معندهمش وقت يعملوها، وبالفعل اشتغل معاه لمدة سنة بمقابل مادي بسيط جدا…
لكن خلال السنة دي كان تشرب فن الكوبي رايتينج، وبعدها انطلق في الماركتينج بالكتابة للمنتجات والشركات لحد ما بقى بيعمل more than 6 figures a year زي ما هو بيحب يقول.
ابتدا بعد كدة يزود مهارة جديدة للـ set of skills بتاعته، وهي الـ consulting للشركات في الماركتينج، ثم أضاف مهارة الـ public speaking وبقي يعمل ندوات لرواد الأعمال وأصحاب الشركات وغيره، ومنها إلى الـ Training والبرامج التدريبية، وغيره…
اتجه كمان للتأليف وعمل كتابين من أكتر الكتب مبيعا (بالمناسبة واحد منهم مجاني اسمه FUmony)…
في بداية رحلته كان بيحاول يعمل business، وبيقول إنه فشل كذا مرة، لكن دايما المنقذ كان موجود؛ وهي المهارات اللي كانت بتوقفه تاني على رجله بكل سهولة لحد ما بقى عنده شركات مش بيزنس واحد.
د. ميسم مجدي | مؤسس أكاديمية ابن سينا للتدريب
بعد ما اتخرجت من كلية الطب، ملقيتش نفسها في المجال ده لأسباب كتير، فبدل ما تفضل تلوم في الكلية وفي حال الطب والأطباء في مصر.. ركزت إنها تشتغل على نفسها ووجهت طاقتها على her Circle of Influence وبالفعل اقتحمت مجال جديد بل وتميزت وبقت رائدة فيه…
الضلع الأول: اكتساب المهارة
قررت د. ميسم إنها تتعلم مهارة الترجمة الطبية، وطورت من نفسها كتير وقرأت وترجمت واحتكت بالناس الـ professional عشان تطلع شغل بروفيشنال (فكرة الـ Mentor)..
كمان اهتمت جدا بمهارات “الماركتينج” وعرفت تسوق لنفسها صح لحد ما وصلت لأكبر الشركات الأجنبية.
بعد كدة اتعلمت مهارة “التدريب” وبقت بتعلم الناس مهارة الترجمة وبقت سبب لنجاح وتغيير حياة الكتير من أفراد المجتمع الطبي في مصر (لاحظ تطور الـ set of skills).
الضلع الثاني: البيزنس
بعد ما أثبتت د. ميسم نفسها في السوق وأصبحت علم في الترجمة الطبية، أسست أكاديمية ابن سينا للتدريب، وبدأت بتقديم كورس الترجمة الطبية (بيزنس على أساس مهاراتك الخاصة)…
وبعد النجاحات المدوية للكورس، تطورت الفكرة وأصبحت ابن سينا بتقدم كورسات لمختلف المجالات الطبية تقدر من خلالها تقتحم عالم الفريلانس، وكل ده من خبراء المهارات دي عشان فعلا يخرجوا المتدرب بكفاءة تؤهله لسوق العمل الحقيقي.
الضلع الثالث: الاستثمار
مشيت د. ميسم على نفس اللي ذكرناه عن طرق الاستثمار…
كنا قلنا إن الاستثمار بيبقى على حسب المرحلة اللي أنت فيها، لو انت لسة في مرحلة المهارات، فالاستثمار الحقيقي بيكون في نفسك (في مهارتك)، وفي تطوير المهارة واكتساب مهارات جديدة.. وده بالفعل اللي حصل وأهلها للمرحلة التانية.
ولما وصلت لمرحلة البيزنس، استثمرت في الماركتينج وانتشرت أكاديمية ابن سينا انتشار كبير ووصلت خدماتها لناس كتير من خريجي المجال الطبي، ووفرت لهم سكة جديدة وأمل جديد…
ثم استثمرت في الـ Team اللي معاها، وعينت نخبة فريدة في الإدارة ووفرت لهم ترينينج مناسب لرفع كفاءتهم..
كل دا ساهم إن د. ميسم تحقق النجاح اللي هي فيه حاليا، ودا من خلال تطبيقها لقاعدة مثلث الثراء…
وأخيرًا، لازم تؤمن إن التوفيق والرزق بيد الله وما عليك إلا السعي والأخذ بالأسباب اللي تخليك توصل لهدفك بطريقة صحيحة، ابدأ فكر برة الصندوق واستثمر وقتك في حاجة مفيدة تنفعك في الوقت الحالي وعلى المدى البعيد.