10 خطوات فعالة تساعدك على التفكير خارج الصندوق
تخيل لو وقفنا عند كل مرحلة أو عقبة نواجهها، وسألنا أنفسنا ماذا لو كسرنا القواعد المعتادة وبدأنا التفكير خارج الصندوق؟
لكن، ما معنى التفكير خارج الصندوق؟ وكيف يشجع الابتكار والاستقلالية في بيئة العمل؟ قد يتساءل البعض: هل من الضروري تغيير ما اعتدنا عليه؟ حتى لو لم تكن تحاول تغيير صناعة بأكملها، يمكن أن يؤدي التفكير الإبداعي إلى تأثير إيجابي في مؤسستك. تابع القراءة لتتعرف على أهمية التفكير الإبداعي وكيف يمكنك تطبيق افكار خارج الصندوق.
ما معنى التفكير خارج الصندوق؟
التفكير خارج الصندوق هو مصطلح يُستخدم في بيئات العمل لوصف طريقة تفكير غير تقليدية أو جديدة وإبداعية. بمعنى آخر، هو البحث عن حلول غير اعتيادية للمشكلات، سواء كانت بسيطة، أو أفكار معقدة.
ظهر هذا المصطلح في السبعينيات، حيث كان مستشارو الإدارة يعطون عملاءهم لغز النقاط التسع ويطلبون منهم توصيل النقاط بأربعة خطوط فقط.
كان هذا التحدي يتطلب تفكيرًا إبداعيًا، مما دفع المستشارين إلى تشجيع عملائهم على “التفكير خارج الصندوق”. وكان الحل يقتضي تجاوز حدود المربع الافتراضي للنقاط، وهو ما يتطلب تخطي التوقعات.
والأمر المثير هنا هو أن الحل يبدأ برؤية حدود الصندوق أولًا، ومن ثم إدراك أن الحل يكمن في تجاوز تلك الحدود.
التفكير خارج الصندوق يعني فهم الواقع بكل تفاصيله، ثم تترك كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانبًا لتتطلع إلى حل جديد لا يعتمد على ما هو موجود بالفعل. عليك أن تسمح لعقلك باستكشاف افكار خارج الصندوق، حتى لو بدت سخيفة أو غريبة، دون انتقاء أو تصفية.
على سبيل المثال، هناك أشخاص يختارون التفكير خارج الصندوق وتغيير مسارهم المهني بشجاعة، مثل د. شيماء سمير التي قررت أن تخطو خطوة جديدة بعيدًا عن مجال الصيدلة. وبدلاً من أن تواصل مسيرتها التقليدية، اختارت أن تبدأ مسارًا مختلفًا من المنزل كمترجمة طبية، لتتحول من صيدلانية إلى مترجمة متخصصة، وتبدأ رحلتها الناجحة في عالم جديد بأسلوبها الخاص.
بدأت د. شيماء رحلتها في التفكير خارج الصندوق من خلال كورس الترجمة الطبية المقدم من أكاديمية ابن سينا. قررت أن تغيّر مفهومها عن العمل، وبدلاً من التفكير في الوظائف التقليدية، اكتشفت إمكانية العمل من المنزل في عالم أوسع مما كانت تتصور.
يمكنك أيضًا أن تكون مثل د. شيماء، وتخرج من إطار التفكير التقليدي لتبدأ رحلتك نحو عالم أكبر وأوسع لم تكتشفه من قبل، من خلال مجموعة متنوعة من الكورسات التي تقدمها أكاديمية ابن سينا، وليس فقط في مجال الترجمة الطبية.
كيفية التفكير خارج الصندوق
إليك خطوات فعّالة تساعدك على التفكير خارج الصندوق بطريقة مبتكرة لحل المشكلات بسرعة من خلال رؤيتها من منظور جديد، مما يتيح لك الوصول إلى حلول إبداعية ومميزة:
1. الفهم العميق للواقع
قبل السعي إلى أفكار جديدة، يجب أن تفهم جيدًا ما يدور حولك. حدد نقاط قوتك وضعفك، وفكر في كيفية تأثير أفكارك على المؤسسة، لأن التغيير يتطلب إدراكًا للواقع أولاً.
2. قم بعمل تفريغ ذهني
تفريغ الذهن هو إخراج أفكارك من رأسك وتدوينها على ورقة، مما يوفر لك وضوحًا ويحفز عملية التفكير.
في هذه العملية، تكتب أفكارك بسرعة كما تتبادر إلى ذهنك دون أن تشغل بالك بالقواعد اللغوية أو ضرورة أن تكون هذه الأفكار منطقية. هذا يساعدك على التركيز على ما هو أهم: إخراج تلك الأفكار من رأسك إلى الورق أو معالج النصوص.
كما أن هذا الأسلوب يساعدك في تسجيل أفكار تبدو سخيفة أو غير منطقية ويؤدي ذلك إلى التوقف عن التفكير فيها.
بعد ذلك، سيكون لديك مجال لتنظيم وتقييم كل هذه الأفكار، مما يتيح لك الوصول إلى حلول إبداعية مختلفة.
3. تغيير نمط تفكيرك
عندما تحاول حل مشكلة، يكون من السهل التركيز على الحقائق التي لها علاقة مباشرة بالمشكلة. لكن هذا غير كافي. لأن البقاء في نظرة ضيقة يمنعك من رؤية الفرص التي قد تكون أمامك.
بدلاً من أن تكون مغلق الذهن، يجب أن تكون منفتحاً على أفكار ووجهات نظر جديدة. الخطوة الأولى هي أن تعتاد على التفكير في أشياء خارج منطقة راحتك.
إليك مثال بسيط: إذا كنت بحاجة إلى بري قلم رصاص والمبراة معطلة، فالتركيز على إصلاح المبراة قد يستغرق وقتاً طويلاً. ولكن عندما توسع دائرة تفكيرك، بدلاً من البحث عن مبراة، يمكنك البحث عن شيء حاد. عندها ستلاحظ المقص أو السكين أو أي أدوات أخرى في المنزل يمكن استخدامها كمبراة في حالة الضرورة.
لكن لتحقيق ذلك، تحتاج إلى عقل هادئ ومستريح، يعرف كيف يتجنب إرهاق العمل وضغوطاته.
4. العمل بشكل عكسي من الهدف
العمل بشكل عكسي من الهدف يعني البدء بتحديد النتيجة النهائية التي تريد تحقيقها، ثم الرجوع خطوة بخطوة لتحديد المهام المطلوبة للوصول إليها. يساعدك هذا على التركيز على النتيجة أكثر من تفاصيل العملية، ويمنحك حرية الإبداع في تنفيذ الخطوات.
بإمكانك أيضًا تحديد معالم رئيسية واضحة لكل مرحلة من مراحل العمل، مما يتيح لك تقسيم المشكلة إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ. ابدأ بكتابة الهدف النهائي على ورقة، ثم حدد المعالم الأساسية التي ستقودك إلى تحقيقه. بعد ذلك، قسّم كل معلم إلى مهام بسيطة ومتسلسلة لتنفيذها واحدة تلو الأخرى.
5. استشر شخصًا خارج مجالك
من أبرز أسباب التفكير المحدود هو أنك تكون قريبًا جدًا من القواعد لدرجة تمنعك من رؤية أي شيء آخر.
حاول أن تسأل شخصًا لا يعرف قواعد مجالك كيف سيتعامل مع المشكلة، ستكتشف وجهات نظر جديدة لم تكن لتراها بمفردك.
يمكنك أن تسأل والديك، أو زوجك، أو صديقك. كما يمكنك استشارة المستخدمين النهائيين لمنتجك أو خدمتك. على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بتصميم نظام برمجي جديد، فإن الأشخاص الذين يستخدمونه سيكون لديهم بعض من أفضل الأفكار.
وإذا كنت تعمل على تصميم عملية تجارية جديدة، ففكر في التعاون مع أشخاص من مجالات مختلفة. توجه إلى الذين يقومون بعمل تصميم أو ترويج مشروعك واسألهم عن آرائهم.
6. اسأل طفلًا
يمتلك الأطفال نظرة غير مشوشة عن العالم وكيف تسير الأمور. بالنسبة لهم، كل شيء ممكن. إذا تحدثت مع طفل عن مشكلتك، فمن المحتمل أن يطرح أفكارًا لم تكن لتخطر على بالك بمفردك.
قد تكون بعض تلك الأفكار مبالغًا فيها أو تتضمن كميات كبيرة من البراءة، لكن الحديث مع الأطفال يمكن أن يكون من أكثر جلسات العصف الذهني إبداعًا.
7. العصف الذهني مع الزملاء
العصف الذهني مع الزملاء وسيلة رائعة لتحفيز الإبداع. اجمع زملاءك في مكتبك، أو في غرفة مؤتمرات فارغة، أو عبر مكالمة Zoom، وابدأوا في تبادل الأفكار معًا.
ابدأ بتلخيص المشكلة، ثم امنح الجميع من 10 إلى 15 دقيقة للتفكير. بعد ذلك، اسمح لكل شخص بمشاركة أفكاره بالتناوب.
الهدف هو التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الحلول، حتى تلك التي تبدو غير محتملة. فغالبًا ما تؤدي الأفكار غير المتوقعة إلى طرق مبتكرة لحل التحديات.
8. حذف المعتاد
عندما تواجه مشكلة، اكتب الحل التقليدي ثم ضع ذلك جانبًا. ابدأ من جديد وابحث عن أفكار بديلة، فهذا سيساعدك على التفكير خارج الصندوق.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعدك التخلي عن الأساليب التقليدية في توليد أفكار مبتكرة لإنشاء لوجو احترافي ومميز لعلامة تجارية معينة إذا كنت تعمل كجرافيك ديزاينر.
بدلاً من تصميم لوجو يعكس فقط طبيعة المنتج أو الخدمة، يمكنك التفكير في أصل قصة الشركة، ودمج تلك القصة مع ما تقدمه العلامة التجارية بأسلوب إبداعي يعكس هويتها ويترك انطباعًا فريدًا.
لو مهتم بالجرافيك ديزاين، لا تتردد في حجز مسار الجرافيك ديزاين الشامل مع ابن سينا، رحلتك في التعلم من الصفر وصولًا للاحتراف.
9ز البحث عن الإلهام
الإلهام يمكن أن يأتي من أشياء كثيرة تستلهم منها أفكارك. خصص وقتًا منتظمًا للبحث عن مصادر إلهام جديدة، وخصص لنفسك جلسة أسبوعية أو شهرية لتجميع الأفكار التي يمكنك تطويرها أو تنفيذها.
يمكن أن يأتي الإلهام من أي شيء.على سبيل المثال قراءة الكتب، مشاهدة الأفلام الوثائقية، أو استكشاف محتوى جديد يمكن أن يفتح آفاق أفكارك.
10. التعلم من الخطأ والتجربة
سيكون تفكيرك محصوراً في نظريات فقط إذا لم تجرب بعض الحلول أو الخيارات. يعد الخطأ والفشل وسيلة فعالة لرؤية الأمور من منظور مختلف.
في اللحظة التي تعتقد فيها أنك تسير على الطريق الصحيح تمامًا، قد يأتي الفشل ليخبرك أن هناك طرقًا أفضل لتنفيذ ما تريد.
تتطلب تجربة شيء جديد واحتمال الفشل شجاعة، حيث إن كل خطأ أو تجربة غير ناجحة تقربك أكثر من الحل المثالي. لذا، لا تتردد في المحاولة ولا تشعر بالخجل من الفشل.
قصة واقعية عن التفكير خارج الصندوق
في عام 1968، كان د. سبنسر سيلفر، عالم كيميائي مبتكر في شركة 3M، غارقًا في أبحاثه، يسعى جاهدًا لاكتشاف مادة لاصقة قوية للاستخدام في بناء الطائرات.
كان يحلم بإيجاد حل ثوري، لكن ما حصل عليه كان مفاجئًا تمامًا. بدلاً من اختراع مادة لاصقة فائقة القوة، اكتشف مادة ضعيفة تلتصق برفق، لكنها سهلة الإزالة دون أن تترك أثرًا. وكانت بمثابة فشل غير متوقع.
شعر سبنسر بخيبة أمل، لكنه لم يستسلم، بينما كان الآخرون يعتقدون أن هذا الاختراع لا قيمة له، كان لديه إحساس داخلي بأن هناك شيئًا مميزًا في هذه المادة. استمر في عرض فكرته على زملائه، ولكن معظمهم كانوا ينظرون إليها باستخفاف، وكأنهم يرون فيها مجرد فوضى.
ثم جاء الدور على آرثر فراي، زميل سبنسر، الذي كان يقضي كل يوم أربعاء في الكنيسة. كان يواجه مشكلة بسيطة لكنها مزعجة؛ كان يستخدم قصاصات ورق لتحديد الأناشيد، لكن الأوراق كانت تتساقط باستمرار.
ذات يوم، بينما كان يفكر في حل لهذه المشكلة، تذكر المادة اللاصقة الضعيفة التي اخترعها سبنسر. فجأة، كانت هناك شرارة إبداع! تخيل آرثر كيفية استخدام هذه المادة اللاصقة كعلامات مؤقتة، يستطيع من خلالها تثبيت الأوراق دون أن تتلف.
بشغف كبير، اقترح آرثر الفكرة على سبنسر، وفي لحظة من التعاون، انطلقت فكرة الستيكي نوتس أو الملاحظات اللاصقة (sticky notes) إلى الحياة.
ولكن رغم الحماس، واجهت 3M تحديات كبيرة في إقناع السوق بجدوى هذا المنتج الجديد. كان على الشركة أن تقاتل من أجل إظهار قيمة الملاحظات اللاصقة.
لم يكن الطريق سهلاً. بعد الكثير من المحاولات، قررت 3M توزيع الملاحظات كعينات مجانية تحت اسم Press ‘n Peel في أربع مدن فقط ومع مرور الوقت، بدأ الطلب يتزايد بشكل غير متوقع.
إذ أدرك الناس كم كانت هذه الملاحظات رائعة! كانت تعبيرًا مثاليًا عن الأفكار، والذكريات، والملاحظات السريعة التي يمكن أن تظل حاضرة دون أن تترك أثرًا.
مع تزايد شعبيتها، أصبحت الملاحظات اللاصقة (sticky notes) أكثر من مجرد منتج؛ أصبحت جزءًا من حياة الناس اليومية، من المكاتب إلى المدارس، وحتى الفن. وفي عام 2004، تم تضمينها في معرض في متحف الفن الحديث (MoMA)، حيث احتُفِل بها كأحد “التحف المتواضعة”.
اليوم، تُباع أكثر من 1000 منتج من الملاحظات اللاصقة في 150 دولة، محققة نجاحًا لا يصدق.
إنها تذكير قوي بأن التفكير خارج الصندوق يمكن أن يؤثر في العالم، وأن الإبداع يأتي في بعض الأحيان من أكثر اللحظات غير المتوقعة.
في الختام، ومن خلال هذه القصة، ندرك أن التفكير خارج الصندوق والتسويق الذكي هما سر النجاح لأي مشروع مبتكر. لذا نقدم لك دبلومة التسويق الإلكتروني المقدمة من ابن سينا، والتي تمنحك الأدوات اللازمة للتميز في عالم التسويق الرقمي.
تواصل معنا، واستثمر في تعلمك اليوم واستعد للانطلاق بأفكار جديدة ومميزة.
المصادر
– betterup